recent
أخبار ساخنة

كيف يبولون في عقول الناس؟!شيفاتايمز

شيفاتايمز SHEFATAIMS
الصفحة الرئيسية



















✍🏻 عبدالرحمن الليث

















إن كثرة الكذب تورث تصديقه، وإن كثرة الفساد تبعض الحق، فترى المتخبط يخرج من كنف حياته لا ليتنكر على الباطل فيدحضه، بل على الحق ليزهقه، فينكر أشياء معلومة بالاستطراد بين الناس، إنكارا ما بعده إنكار، واستقباحا ما بعده استقباح، وفي ذلك أن رجلا يحكى أنه: "بينما كان الحجاج يطوفون بالكعبة ويتناولون الماء من بئر زمزم، إذ هم أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر، والناس ينظرون، فما كان منهم إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد أن يموت، فخلصه حراس الحرم منهم وجاؤوا به إلى أمير مكة في فقال له: قبحك الله، لم فعلت هذا؟! فقال: حتى يعرفني الناس فيقولون هذا الذي بال في بئر زمزم"

بل وقيل أنه قال: "وددت أن يذكرني الناس ولو باللعنات"

فلك أن تتخيل سوء ودناءة هذا الرجل كي يكتسب الشهرة ولو حد بضربه وشتمه ولعنه، وانظر لواقعنا المعاصر كم من رجل استعاض بعقول الناس من بئر زمزم فعرض طعنه في ثوابت الدين، وفيما هو معروف بالضرورة من الدين، فلما كان الناس يتمازحون في أغلاطهم فيقول الواحد منهم: "هو إحنا غلطنا في البخاري" وما ذلك لشيء سوى ما علم علم في ذوات الناس وما تطبعت عليها مجتمعاتنا: أن البخاري له مكانة رفيعة، وله شأن عظيم، فصار صدق روايته معيارا لمعرفة الصواب والخطأ، فيخرج أحدهم يتشدق ويلوك بلسانه كلاما لا خطام فيه ولا زمام، فيطعن في البخاري وصحيحه حتى قال جاهلهم _يريد الشهرة_: "أن البخاري ليس اسمه محمد بن إسماعيل بل اسمه جمعه محمد بن إسماعيل؟!"

تخيل أن رجلا يلبس عمة وحاصل على الشهادات _كما يدعي_ جعل جمع البخاري للأحاديث مداعة لأن يكون اسمه جمعه، بدلا من كونه محمد بن إسماعيل؟!

فكيف سيتقبل الناس كلامه إلا بالجهل والتجهيل؟!

وآخر يطعن في رواية الإسلام الأول "أبو هريرة" والذي اتفقت الأمة جميعا على روايته، يخرج رجل على قناته وهو من المشهورين في الإعلام وله كلمة مسموعة، يطعن في روايته ويتهم بالكذب، فكيف يتقبل الناس كلامه إلا بالسفه والتسفيه؟!

وجر بعد ذلك جرا، فكل رجل يطعن في الدين، هو في الحقيقة يبول في عقول الناس ليذكر وليذيع صيته بين الناس، لا بشيء أوجده من العدم، أو بعلم ينظر إليه، إنما هو من باب "خالف لتعرف"!

والإشكال أن كثير من هؤلاء يجدون لجهلهم أتباعا من طبقتهم في الجهل، فعلى الكاتب الحاذق أن يفهم جيدا إن كان له صوت مسموع:

أن لحوم علماء هذه الأمة لحوم مسمومة، وكذلك عقول الأمة مسمومة؛ فإياك والخوض فيهما!










google-playkhamsatmostaqltradent