
✍🏻 بسمه عبدالرحمن
لا شك أن الحياة متقلبة بين العسر واليسر، والصحة والمرض، والغنى والفقر، والمؤمن الصادق يثبت جدارته بالحياة في كل الأحوال؛ كما جاء في الحديث النبوي الشريف الذي رواه مسلم: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير؛ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن إصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن إصابته ضراء صبر فكان خيرا له " والزوجة الصالحة هي التي تقف بجوار زوجها في اليسر والعسر، وفي السراء والضراء، وتعين زوجها علي نوائب الدهر؛ لا أن تتخلى عنه وتطلب الإنفصال!
إن التي تفكر في ذلك تدخل في حكم الحديث الذي ينهي عن كفران العشير؛ فقد نسيت ما قدمه لها زوجها من خير، وتبخر بسرعة ما نعمت به سنوات طوال، وقد صح في الحديث الذي رواه مسلم عن أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- النساء يوم العيد بكثرة التصدق، لأن أكثرهن حطب جهنم بسبب كثرة الشكاة وكفران العشير، " لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط!! ".
والزوجة الوفية تقف مع زوجها في محنته، وكفى بالسيدة خديجة بنت خويلد -رضى الله عنها- زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم- مثالًا رائعًا في وفاءها للنبي -عليه الصلاة والسلام- وصدق معونتها بالقول والفعل والمال.
وما السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل -عليه السلام- التي تحملت الوحدة، وقاست البعد والألم طاعة لأمر الله عز وجل، وأمر زوجها سيدنا إبراهيم -عليه السلام-.
وبأم الدحداح التي شجعت زوجها علي التصدق بالحديقة في سبيل الله!.
وبزينب الثقفية التي ساعدت زوجها ابن مسعود بمالها في حال إعساره .
وبزينب بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- التي وفت لزوجها فخلصته من الأسر بأعز ما تملكه؛ بقلادة والدتها السيدة خديجة -رضي الله عنها-، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال : "ما استفاد المؤمن بعد تقوي الله خيرٌ له من زوجة صالحة؛ إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله ".
